حدثتني نفسي فـقالت لم لا نكون من الأحـباب
قلت لها كيف وأنت دائما لستي عـلي صـواب
فكم تسببتي في حـرماني مـن الخـير والـثواب
وكثيرا ما تركتيني تائها في الظـُـلم بلا أسباب
أتـرنـح بـيـن ذنـب وآخــر وأطـرق كـل بـاب
من أبواب المعاصي ولا أدري طريق الإياب
وكـيـف أعـود وأنـا لـسـت مـن ذوي الألـباب
ولو كنت لبيبا ما اتخـذت هـواي من الأرباب
فـتـــارة قـربٌ وتــارة بُـعـد ودائـمـا مـرتـاب
فـلـيـس لـي هـدف ولا أبـغـي سـوي الـذهـاب
إلـي كـل ما تحـبيه وتطلبيه ولـو كـان مـعـاب
فـقـد تـعـودت عـلي إطاعـتك وسيلان اللعـاب
لـكـل ذنـب تـريـديـه دون لـوم ولا عـتـــاب
فلا أملك من أمري إلا المشاهدة والإعـجـاب
وكـأنـك أصـبـحـتـي لـي مـرجـعـا وكـتـاب
أنهل منه كيف أشاء ونسيت أن هناك حساب
من الله ذو الـقـوة والجـبروت الرحيم التواب
فـحـقا إنـه لا يـمـلأ عـين ابن آدم إلا الـتراب
حدثتني نفسي
حدثتني نفسي فقالت أظالمٌ أنت أم أنا الظالمه
فقلت لها والله ما أدري ولكـننا في عـيشة مُـظلمه
وزادتـهـا ظــلمة ذنـوبي وآثامي الـمـتراكمه
وأتعجب كثيرا من معصية هي لي متلازمه
لا تتركـني ولا أستطيع وضع حـدود فاصله
ألا أدري أن الدنيا دار فـتـن وإبـتـلاء فـانـيه
وأن الآخـــرة هـي دار الـقـرار الـبـــاقـيـه
فـلم التعـلق بما هـو فان وترك الدار الخالده
أهـو جـهـل أو تجـاهـل أم أن الأنفس خائره
وكـيف الجهـل أو التجاهـل والأدلة ساطعه
فيانفسي كفاك لهوا وتذكري مجـييء الـقـارعـه
فـكـثـيـرا ما تـمـنـيـت أن تـكـوني لله ذاكره
ومــرارا حـاولـت تـرويـدك وأنـت لاهـيـه
والذي خلقك بالحق ما أجمل كونك طاهـره
مطيعة لأمر الخالق وعـن الخـطأ متباعـده
تـخـشي يوما فـيه الألسن والجـلـود متكلمه
وكل ذو خـطأ ومنه لم يتب نفسه مـتخـوفه
فماذا أعـددنا لهذا اللقاء والمشاهد المتباينه
حدثتني نفسي
حدثتني نفسي فقالت لماذا الفتن في كل اتجاه
قـلـت لها إن الـفوز بالجـنة يلزمه النجاه
من كل ما نهي المرء عـنه والتوبة مما جناه
عـمدا أو دونه ومن كل ما اقـترفـته يداه
فـور وقـوعـه وليـعـلم أن في هـذا هـداه
فإن المعصية تتغلغل حتي تـفـقـد المرء قواه
مـع مـرور الـوقــت فـلا يــؤمـل شـفـاه
مـن سـقـم الـذنـب فـلا يـدري مـنـتـهـاه
ألا تـسـتـحـق الـجـنـه بـعـض الـمعـاناه
أم كـل فـيـهـا خـالـدٌ ســالـك له مـمشـاه
فـحـقـا هـنـيـئـا لـمن أكرمه الله وعـافاه
بـأن أرشـده لـلـحـق وفـضـلـه واجـتباه
لـيـنعـمه ويدخـله في رحـمته جل في علاه
فـلـمـن يـبـحـث عـن ملك لم تره عيناه
إن الـرحـمـن أعـد ذلك لـمن يلبي نـداه
فـيانفسي تعـالي نـتخـذ عـهـدا أمـام الله
ألا نعـود للـذنوب والآثام ولا نكون عـصاه
وأن تعـينيني وأعـينك علي تقوي الإلاه