بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جنـود الله
لله سبحانه جنـود ..
فى الأرض و السماء ..
فى البر و البحر و الجو ..
(( وَ مَا يَعْلَمُ جُنودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو وَ مَا هِىَ إِلَّا ذِكْرَى للبَشَر ))
[المدثر : 31] .
و لله سبحانه آياتٌ ،، منها :
الليل و النهار
و الشمس و القمر و النجوم
و الكسوف و الخسوف و غيرها .
يقول النبى صلى الله عليه و سلم :
(( إنَّ الشمسَ و القمرَ آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحدٍ
و لا لحياته ، فإذا رأيتموهما فادعوا الله ، و صَلُّوا حتى ينجلى ))
[متفقٌ عليه] .
و اللهُ سبحانه و تعالى يُحْدِث آياتٍ و حوادث و كوارث و ابتلاءات
كالزلازل و البراكين و غيرها ،،
يُرسلها على مَن يشاء ،
و يُمسكها عَمَّن يشاء ،،
(( وَ مَا نُرْسِلُ بالآياتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ))
[الإسراء : 59] .
و هذه الآيات يُرسلها الله سبحانه على عباده لتُوقِظ الغافلين ،،
و تُفيق المتجبرين و المُستكبرين ..
و فيها ذِكرى لِمَن وقع فيها ، و لِمَن شاهدها ، و لِمَن سمع بها .
(( إِنَّ فى ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هو شَهِيد ))
[ق : 37] .
و فيها ينظر الله سبحانه كيف سيعمل القادرون أصحاب الأموال .
هل سيُساعدون إخوانهم مِمَّن تعرَّضوا لهذه الكوارث و يقفون
بجانبهم فى محنتهم ..؟!
أم سيتخاذلون و يبخلون بأموالهم ..؟!
و ينظر للمُتعرضين لهذه الكوارث .. كيف سيكون حالهم ..؟!
هل سيصبرون و يرضون بقضاء الله ..؟!
أم سيتسخطون و يعترضون ..؟!
فـ علينا - إخوتى - فى هذه الحال :
عدم الركون إلى التفسير العلمى و المادى لهذه الظواهر و الكوارث ،،
لأنَّ هذا قد يكونُ من تزيين الشيطان .
نعم .. قد نأخذ بهذا التفسير ،،
لكنْ لا ننسى جانب العِبرة و العِظةَ من ذلك .
و لا نكون كأقوامٍ قست قلوبهم فلم تتأثر ، و لم تنفع معها الموعظة .
و لانكون كأقوامٍ جاءتهم آياتُ ربهم فأعرضوا عنها و كانوا منها يضحكون .
نسأل الله العفو و العافية .
فـ الحَذَرَ .. الحَذَرَ - إخوتى - من مكر الله .
(( فَلا يَأمنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُون ))
[الأعراف : 99] .
و أقولُ لإخواننا مِمَّن تعرَّضوا للكوارث و الزلازل :
اعلموا أنَّ مع العُسر يُسراً ،
و (( إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَم البلاء ، و إنَّ الله تعالى إذا أحبَّ
قوماً ابتلاهم ، فمَن رضى فله الرضا ، و مَن سَخِطَ فله
السُّخْط )) ، و (( إذا أراد اللهُ بعبده خيراً عَجَّل له العقوبةَ
فى الدنيا ، و إذا أراد اللهُ بعبده الشَّر أمسك عنه بذنبه حتى
يُوافى به يوم القيامة )) ، هذا ما أخبر به المصطفى صلى
الله عليه و سلم كما جاء فى السلسلة الصحيحة
للألبانى رحمه الله .
و عليكم - إخوتى - بالرضا بقضاء الله سبحانه و الصبر على
هذا الابتلاء ،، و هذا لا يُنافى الأخذ بالأسباب .
فعلى مَن كانت مناطقهم متعرضة للزلازل و البراكين و غيرها
من الكوارث أن يبتعدوا عن مواقع الخطر ،،
و أن يُحسنوا استخدام الآلات الكهربائية و غيرها فهى مصدر
خطر أيضاً ،،
و عليهم الإكثار من الدعاء و الصلاة و الصدقة و الاستغفار ،
فقد قال الله سبحانه :
(( وَ مَا كَانَ اللهُ ليُعَذِّبَهُم وَ أَنتَ فِيهم وَ مَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم
وَ هُم يَسْتَغْفِرُون ))
[الأنفال : 33] .
فـ صبراً ... صبراً إخوتى .... فإنَّ الفرج قريب .
::
أسألُ اللهَ جَلَّ و عَلا أن يحفظنا و أن يحفظ إخواننا المسلمين
الذين تعرضوا للزلازل ،،،
و أن يُعينهم على ما أصابهم ..
كما أسأله سبحانه أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء ،،
و أن يرفع عَنَّا الغَلا و البَلا و الوَبَا و الرِّبَا و الزلازل و المِحَن
و سوءَ الفِتَن ما ظهر منها و ما بطن ..
::
لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كُنَّا من الظالمين .
رَبَّنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين .
::
::